بيان مشترك بمناسبة زيارة الرئيس التونسي إلى دولة قطر

/ انطلاقا من العلاقات الأخوية والروابط التاريخية المتميزة التي تجمع بين دولة قطر والجمهورية التونسية، وتلبية للدعوة الكريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، قام فخامة رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، بزيارة دولة خلال الفترة من 14 - 16 نوفمبر 2020 إلى دولة قطر.

وقد عقد القائدان مباحثات ثنائية موسعة ركزت على العلاقات بين البلدين الشقيقين وبحث سبل تعزيزها وتطويرها في كافة المجالات، وتبادلا فيها وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وقد عكست هذه المباحثات عمق العلاقات الثنائية وتطابق وجهات نظر البلدين.

على المستوى الثنائي

وقد أعرب الجانبان عن ارتياحهما للتشاور والتنسيق بين البلدين وتطلعا إلى الارتقاء بكافة أوجه التعاون على جميع المستويات من خلال تعزيز الزيارات المتبادلة لكبار المسؤولين في كلا البلدين.

كما أثنيا على علاقات التعاون والشراكة المتميزة في كافة المجالات لا سيما الاقتصادية والتجارية بين البلدين، مؤكدين على ما تحويه البلدان من فرص حقيقية ومتنوعة لتعزيز هذه العلاقات وزيادة فرص الاستثمار وإقامة شراكات وإنجاز مشاريع ذات قيمة مضافة في العديد من القطاعات والميادين، فضلا عن زيادة حجم التبادل التجاري وتنويعه من خلال توقيع اتفاقية للتجارة الحرة وفق الآليات المتفق عليها في إطار جامعة الدول العربية.

وأشار القائدان إلى أهمية عقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التونسية القطرية خلال الربع الأول لسنة 2021 بالدوحة، والتي سوف تساهم في تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، ووجها باستكمال المشاورات بشأن الاتفاقيات محل الدراسة المزمع توقيعها بين البلدين لإثراء الإطار القانوني المنظم للعلاقات الثنائية، وجددا تطلعهما وحرصهما المشترك على الإسراع في إنجاز مشروع الانتاج بسيدي بوزيد في جمهورية تونس.

وقد نوه الجانبان إلى أهمية تشجيع التعاون في مجال الاستثمار والذي سيسهم بدور فعال في تعزيز وتوطيد العلاقات الثنائية الاستثمارية والاقتصادية بين البلدين الشقيقين.

وأكد الجانبان، كذلك، على أهمية دور القطاع الخاص في تحقيق تكامل المصالح بين البلدين، خاصة من خلال الأطر القانونية للتعاون وآلياته، وتكثيف اللقاءات بين رجال الأعمال والاقتصاديين في البلدين وانتظام مشاركتهم في مختلف الفعاليات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، وفي هذا السياق، وجه الجانبان الدعوة لمجلس رجال الأعمال التونسي القطري للانعقاد في أقرب فرصة، كما أكد الجانبان على ضرورة وأهمية إقامة خط بحري بين البلدين يتيح تيسير نقل البضائع وزيادة حجم التجارة البينية بينهما.

وعبر القائدان عن ارتياحهما لحسن اندماج الجالية التونسية الموجودة في دولة قطر، وأكدا على أهمية تفعيل اللجان المشتركة المنصوص عليها في الاتفاقيات الموقعة بين البلدين لزيادة الاستفادة من الخبرات المتخصصة وفق الآليات المعمول بها بهذا الشأن .

وأشاد فخامة الرئيس التونسي بدعم دولة قطر إلى الدولة التونسية لتعضيد جهودها في مكافحة جائحة كورونا، وأكد الجانبان على أهمية استمرار التعاون في المجال الصحي وتعزيزه بين البلدين.

على المستوى الإقليمي والدولي

اتفق الجانبان على ضرورة تعزيز التشاور وتنسيق المواقف على المستوى الثنائي وفي مختلف المحافل الإقليمية والدولية، من أجل خدمة القضايا العربية ودعم القضايا الإنسانية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتعزيز الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط والعالم، خاصة في ظل عضوية تونس في مجلس الأمن، وأكدا على أهمية الحل السلمي لجميع القضايا الإقليمية والدولية من خلال الحوار.

وأعرب الجانبان عن ارتياحهما لانعقاد ملتقى الحوار السياسي الليبي في تونس تحت رعاية الأمم المتحدة، كما أعربا عن تطلعهما إلى أن يحقق التسوية السلمية المنشودة التي تحفظ أمن ليبيا واستقرارها ووحدتها.

وفي ختام الزيارة أعرب فخامة رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد عن خالص شكره وتقديره إلى أخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي لقيها والوفد المرافق له خلال هذه الزيارة، وقد وجه فخامة الرئيس الدعوة لسمو الأمير لزيارة تونس، وقد رحب سموه بتلك الدعوة ووعد بتلبيتها في الموعد الذي يتم الاتفاق عليه عبر القنوات الدبلوماسية.