أكّد سعادةُ الشّيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجيّة، أن قطر داعم أساسي للجهود الإنسانيّة لإجلاء الأفراد من أفغانستان، موضحًا أن قطر ليس لديها أي نفوذ على طالبان، وإنما هي وسيط مُحايد بين مُختلف الأطراف.
وقال سعادته، خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز Fox News أمس عن الدور الفريد الذي تلعبه قطر في عملية إجلاء الأفراد من أفغانستان: إن قطر تُشارك في إجلاء الرعايا الأجانب والمواطنين الأفغان من كابول ونقلهم بأمان إلى بلدانهم أو إلى دول ثالثة، لافتًا إلى أن الأعداد وصلت حتى أمس إلى حوالي 7000 شخص وقابلة للزيادة مع استمرار عمليات الإجلاء سواء إلى بلدانهم أو الولايات المُتحدة الأمريكيّة أو إلى دول ثالثة.
وحول سؤال مُذيع قناة فوكس نيوز، جون سكوت، عن الدور الذي تلعبه قطر لمُساعدة الأفراد في الوصول إلى مطار كابول لمُغادرة البلاد، أوضح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أنه طُلِب من قطر الوساطة في النزاع بين الولايات المُتحدة وطالبان وبين طالبان والحكومة الأفغانية ونبقى وسيطًا مُحايدًا ونتواصل مع كافة الأطراف، وهو ما ساعدنا في دعم ومُساعدة مختلف الرعايا الأجانب الذين يعيشون في أفغانستان، والآن نحاول تسهيل حركة الناس ونقلهم إلى المطار.
وأضاف: تنخرط سفارتنا في كابول في هذه العملية ونتحمّل مسؤولية نقل بعض أفراد الطواقم الإعلاميّة والمدارس ونتحمّل المسؤولية الكاملة لنقلهم إلى المطار والحفاظ على سلامتهم على طول الطريق. ونحاول تسهيل وصول الدول الأخرى التي لا تستطيع الوصول إلى رعاياها. ونبذل قصارى جهدنا لمُساعدة الناس الذين يريدون مُغادرة كابول.
وأوضح سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن هناك تحديات قائمة، حيث إن الأوضاع لا تزال غير مُستقرة وتتنوّع بين تحديات أمنية ولوجستية.
وشكر المذيع سكوت، سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية على مُساعدة قطر في إخراج مُراسل قناة فوكس نيوز، تراي ينجست، بأمان من أفغانستان، وردًا على سؤال عما ينبغي أن يعرفه الشعب الأمريكي حول ما يجري في أفغانستان، قال سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: إنه من المهم فهم الموقف في أفغانستان التي مرّت بحروب وصراعات مختلفة من الحرب الأهلية حتى دخول القوات الأمريكيّة وحلفائها عام ٢٠٠١ ثم الصراع المُستمر مع طالبان، ولا نتوقع استقرار الوضع بين ليلة وضحاها، وهو ما يتطلب تضافر الجهود الدوليّة.
وأكد سعادته أهمية اتحاد المُجتمع الدولي في حثّ طالبان على الانخراط مع الأطراف الأخرى وأن يكون هناك انتقال سلمي وشكل من أشكال تقاسم للسلطة يضمن تمثيل الجميع ويحمي الحقوق الأساسية للشعب الأفغاني، مؤكدًا أن قطر تدعو طالبان للقيام بهذه الأمور وتدعو الدول الأخرى لمُطالبة طالبان بها.
وأوضح سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، أن قطر ليس لديها نفوذ على طالبان، ولو كان لديها هذا النفوذ لكنا قادرين على الوصول إلى اتفاق سلام بينهم وبين الحكومة الأفغانية. مُضيفًا: إننا نتواصل معهم ونحثهم على حماية الناس والرعايا الأجانب والبعثات الدبلوماسيّة وعدم إساءة مُعاملتهم، ورأينا بعض التصريحات الرسميّة من جانبهم تؤكد الحفاظ على سلامة الأجانب، ونحن نتابع من كثب ولم تصلنا أي تقارير حتى الآن عن أي أزمة كبيرة تخصّ الأجانب هناك، ونأمل ألا يحدث ذلك كما نأمل أن تتصرّف طالبان بطريقة تبيّن للعالم أنه سيكون قادرًا على التعامل معهم.
وفي ختام اللقاء شدّد المُذيع سكوت لسعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، على امتنان الولايات المُتحدة الأمريكيّة للجهود التي تبذلها دولة قطر في أفغانستان.