الدوحة في 15 يونيو /قنا/ أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن هناك موقفا عربيا موحدا حيال أزمة سد النهضة، مشيرا إلى أن الموقف العربي داعم للوساطة الإفريقية، عبر حث الأطراف كافة على التجاوب مع هذه الوساطة، وبأن تكون هناك جدية في التعاطي مع هذا الملف مع ضرورة عدم اتخاذ أي إجراءات تصعيدية أحادية الجانب تسبب ضررا على دول مصب نهر النيل وعلى وجه الخصوص مصر والسودان.
وأشار سعادته، في مؤتمر صحفي مشترك مع سعادة السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، عقد عقب اجتماعات وزراء الخارجية العرب المنعقدة في الدوحة اليوم، إلى القرار الصادر عن الاجتماع الوزاري في الدورة غير العادية والمشتمل على مجموعة من الخطوات، لافتا في هذا السياق إلى أن هناك خطوات يتم اتخاذها بشكل تدريجي مذكورة في القرار، مجددا الدعوة إلى الحل عبر الطرق الدبلوماسية وفق القواعد المستقرة للعلاقات الدولية والقانون الدولي، متمنيا انخراط الطرف الآخر وفق نفس القواعد وصولا إلى حل يرضي جميع الأطراف، ومشددا سعادته على أهمية الأمن المائي لبقاء واستقرار الشعبين المصري والسوداني الأمر الذي نتج عنه توافق عربي حول هذا الهدف، مؤكدا دعم دولة قطر لهذا الاتجاه.
وخلال المؤتمر الصحفي، أوضح سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب والذي عقد اليوم تطرق إلى آخر القضايا التي تواجه المنطقة والتي تهم الشؤون العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والإجراءات الأخيرة الاستفزازية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة.
وأضاف سعادته أن الاجتماع تطرق أيضا للجهود الأخيرة لإنهاء الحرب على غزة، كما تناول التطورات الأخيرة في ليبيا، حيث قدمت وزيرة الخارجية الليبية إحاطة حول آخر التطورات في ليبيا، كما تم خلال الاجتماع التطرق للتطورات في لبنان والسودان، فضلا عن بحث الأزمة السورية، بالإضافة لبحث عدد من الموضوعات المتعلقة بتعزيز التعاون العربي في مختلف المجالات وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالتعاون في مجال مواجهة وباء /كوفيد-19/.
وتطرق سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية بشأن تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي، معرباً عن التقدير للجهود التي بذلتها جمهورية جنوب إفريقيا خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي في تسيير مفاوضات سد النهضة والجهود الحثيثة لرئيس الكونغو الديمقراطية الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي من أجل الوصول لتسوية عادلة لهذه القضية.
وأكد سعادته أن كافة الدول أكدت على ضرورة انخراط كافة الأطراف في التفاوض بحسن نية من أجل التوصل بشكل عاجل لاتفاق عادل ومتوازن وملزم حول سد النهضة بما يحقق المصالح المشتركة لمصر والسودان ودول حوض النيل كافة.
وتابع سعادته قائلاً "كما أعربنا عن قلقنا من تعثر المفاوضات التي تمت برعاية الاتحاد الافريقي والتطورات الأخيرة آملين أن يكون هناك حل شامل وعادل، كما نطالب الأطراف بالامتناع عن اتخاذ أي إجراءات أحادية توقع الضرر بالمصالح المائية بالدول الأخرى دون التوصل لاتفاق شامل حول قواعد الملء وتشغيل السد".
وتطرق سعادته خلال المؤتمر الصحفي لاجتماع اللجنة الوزارية العربية للتحرك والتواصل مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي لحثها على اتخاذ خطوات عملية لوقف السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة، مؤكداً أنه تم التوافق بين الأعضاء على أن تتولى المملكة الأردنية الهاشمية رئاسة اللجنة، ومشيراً إلى أن الاجتماع خلص إلى الاتفاق على الخطوات التي من الممكن اتخاذها في إطار جماعي، ومساعي اللجنة في سبيل وقف الانتهاكات الإسرائيلية غير القانونية التي تتم في المسجد الأقصى.
وأضاف سعادته قائلاً "كما أعربنا عن قلقنا من الإجراءات الإسرائيلية الأخيرية من مسيرات عند باب العمود، والانتهاكات من إجلاء لإخواننا الفلسطينيين من منطقة باب العمود".
وأعرب سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن شكره للجميع على المشاركة الإيجابية، مؤكداً أن الاجتماعات كانت إيجابية وبناءة.
وفي إجابة لسعادته على سؤال حول التطورات الأخيرة في العلاقات القطرية المصرية، وعما إذا كانت هناك خطوات لرفع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين وطي صفحة الخلافات، أكد سعادته أن العلاقات القطرية المصرية تسير في اتجاه إيجابي منذ انعقاد قمة العلا في المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى اجتماعات لجان المتابعة التي أعقبت القمة والتي أسهمت في حلحلة كثير من المسائل العالقة بين البلدين.
ولفت سعادته للزيارة التي قام بها لجمهورية مصر العربية لنقل رسالة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، كما أشار سعادته إلى الرسالة التي تسلمها سمو الأمير المفدى اليوم من فخامة الرئيس المصري، مؤكداً أن المباحثات التي عقدها مع وزير الخارجية المصري كانت مباحثات إيجابية وبناءة.
ونوه سعادته بالرغبة المشتركة لدى البلدين للارتقاء بالعلاقات الثنائية وعودة العلاقات الأخوية بشكلها وبعدها التاريخي المهم بالنسبة للبلدين، مؤكدا أن تلك التطورات الإيجابية تعطي دفعة قوية في مسار العلاقة بين البلدين، متطلعا سعادته إلى أن تكون هناك خطوات ثابتة تجاه تحسين العلاقات بين البلدين.
وتابع "أن جمهورية مصر العربية دولة محورية ومهمة بالنسبة للوطن العربي كافة، ودولة قطر تتطلع إلى بناء علاقات طيبة ليس مع مصر وحسب بل مع كافة الدول العربية ودول الجوار، ونحن أمام مرحلة جديدة وهناك إنجازات تمت خلال السنوات السابقة نرغب في البناء عليها لتكون هناك علاقات جيدة وراسخة مع كافة الدول".
وأعرب سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، عن سعادته بانعقاد اجتماعات الجامعة العربية بالدوحة بهذا المستوى من الحضور الذي يضم 17 وزير خارجية، مؤكدا أنه يعكس الروح الإيجابية ويمثل زخماً ودفعة في مسار المزيد من التعاون العربي، مشيراً إلى أن هذا الزخم مهم جداً للمنطقة.
وأكد أن الفترة الماضية شهدت خطوات تثبت أن هناك رغبة من جميع الأطراف لتعزيز العمل المشترك وأن المنطقة تشهد رغبة كبيرة في الحوار، مؤكدا أنه أمر أساسي بالنسبة للسياسة الخارجية القطرية.
وعن الدور الذي يمكن أن تقوم به دولة قطر في ملف سد النهضة، أشار سعادته إلى أن هناك عملية جارية في هذا الصدد، مؤكداً أن دولة قطر ستقدم أي دعم تحتاجه الدول الشقيقة والصديقة، داعيا كافة الأطراف إلى اللجوء للدبلوماسية وحل المسائل عبر الحوار، مشددا في الوقت نفسه على رفض القرارات الأحادية التي من شأنها أن توقع ضررا على أي دولة أو أي شعب في المنطقة.
وأضاف سعادته أن قطر سوف تدفع نحو هذا المسار، وقال: "نحن نظن أن جميع الأطراف ستلجأ للدبلوماسية وسننقل نفس الرسالة إلى إثيوبيا ونأمل أن نرى اختراقاً في الوساطة الحالية التي يقودها الاتحاد الإفريقي".
من جانبه، أشاد سعادة السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال المؤتمر الصحفي، بالتوافق الذي نتج عن الاجتماع الطارئ الذي عقد بطلب من مصر والسودان لبحث قضية سد النهضة، مشيرا إلى القرار الذي صدر عن المجلس الوزاري في هذا الصدد.
وأشاد سعادته بالقرار الصادر عن الاجتماع وبالموقف العربي الذي وصفه بالموقف القوي للغاية والذي يقف إلى جانب دولتي مصب نهر النيل مصر والسودان، مؤكداً أن الاجتماع شدد على أن الأمن المائي للبلدين هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي ورفض أي عمل أو إجراء يمس حقوقهما في مياه النيل.
ولفت سعادة الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أن هذا القرار يحمل بين طياته بعدا آخر يتعلق بدور مجلس الأمن في ملف سد النهضة، موضحا أن القرار لا يحيل فقط الأمر إلى المجلس، بل إنه يطالب مجلس الأمن أيضا بعقد جلسة وبشكل عاجل لمناقشة هذا الملف.. معتبراً هذه الخطوة تطورا في الموقف العربي والذي بُني على القرارات السابقة الصادرة عن المجلس الوزاري، ومؤكدا في هذا السياق أن الرسالة المصرية والرسالة السودانية كانتا واضحتين بتحميل مجلس الأمن مسؤولياته.
وحول الخطوات العملية التي ستتخذها الجامعة ما بعد اجتماعات الدوحة للحد من تأثير السد على مصر والسودان كونها قضية محورية، أشار سعادة الأمين العام إلى أن القرار ينص على تكليف المجموعة العربية المشكلة من الأردن والسعودية والمغرب والعراق والأمانة العامة بالإضافة إلى العضو العربي في مجلس الأمن، لمتابعة العمل في الأمم المتحدة مع دولتي المصب، بالإضافة لبقية أعضاء الجامعة العربية، حيث إنه تمت إحاطة الأمين العام للأمم المتحدة بكل ما جرى وما يجري، فضلاً عن العمل مع كافة أعضاء مجلس الأمن وعلى وجه الخصوص مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
ونوه سعادته بأن الاجتماعات التي عقدت بالدوحة كانت مثمرة للغاية، مشيراً إلى أن الاجتماع التشاوري نتج عنه تكليف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بعدد من الملفات لتتولى متابعتها خلال الفترة المقبلة سواء فيما يتعلق بتنسيق العمل العربي المشترك أو فيما يتعلق بموقف الجامعة العربية والمجموعة العربية في آلية العمل مع المجتمع الدولي فيما يتعلق بجائحة /كوفيد-19/ وضمان الحصول على اللقاحات وفق الكميات التي تمكّن الدول من تطعيم ما لا يقل عن مائة وخمسين مليون مواطن عربي.
وحول اجتماع لجنة فلسطين، أشار سعادته إلى أن هناك فهما وتوافقا بين أعضاء اللجنة فيما يتعلق بتنسيق العمل بينهم سواء بالعمل بشكل فردي أو في إطار مجموعات للتعاطي مع المجتمع الدولي للتصدي للإجراءات الإسرائيلية في القدس.
وعن دور الجامعة العربية في إعادة إعمار قطاع غزة، أكد سعادة الأمين العام لجامعة الدول العربية دعم الجامعة لأي جهود تهدف إلى إعادة إعمار قطاع غزة، مؤكداً دعم الجامعة العربية لأي خطوة في هذا المسار.
وردا على سؤال حول القمة العربية المقبلة وهل تم تحديد موعد نهائي لعقدها، أوضح أبو الغيط أن وزير الخارجية الجزائري أكد أن بلاده قامت بالإعداد لعقد القمة في أقرب وقت ممكن إلا أن المشكلة الوحيدة التي تواجه عقد القمة هو جائحة /كوفيدـ19/ ومدى تأثير الجائحة على انعقاد القمة.
وأضاف قائلاً "ومع ذلك أكدت الجزائر استعدادها في كل الأحوال لاستضافة القمة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر المقبلين، دون تحديد يوم. وبذلك فإن هذه الخطوة تشجع على التحرك في اتجاه الترتيب لعقد هذه القمة، حيث قامت الجزائر بتوجيه دعوة للأمانة العامة لإيفاد وفد لبحث كافة المسائل التنظيمية والإجرائية لعقد القمة".